النشرة الشهرية لتغطية أخبار عالم أشباه الموصلات
- Rakan Alamri
- Aug 20
- 3 min read
كما عودناكم، نواصل تغطية أبرز الأخبار المتعلقة بأشباه الموصلات، مع تركيز خاص على الأحداث المحلية في المملكة العربية السعودية ودول المشرق العربي.
منذ زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في منتصف شهر مايو، شهدت المنطقة تطورًا سريعًا وملحوظًا في مجالات التقنية، وخاصة في مجالي أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.
في المملكة، تم الإعلان عن خبر طموح بإطلاق شركة هيومين (Humain)، التي تهدف إلى أن تكون رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد أُعلنت عدة شراكات بين "هيومين" وشركات أمريكية رائدة، من أبرزها شراكتها مع شركة نفيديا (NVIDIA)، حيث تم توقيع اتفاقية لتوريد أحدث الرقائق المتطورة Blackwell GB300.

ومن المهم هنا الإشارة إلى أن هذا النوع من الرقائق كان محظورًا تصديره إلى عدة دول، سواء حظرًا كليًا أو جزئيًا، من بينها المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وذلك خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.
هذه الشراكة ستتيح لشركة "هيومين" استخدام هذه الرقائق المتطورة في بناء أحدث مراكز البيانات، التي ستُستخدم لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي عربية. كما تبعتها شراكات أخرى لـ"هيومين" مع شركات مثل Qualcomm وAMD، لتوسيع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في المنطقة.
أما الخبر الثاني، فيتناول نقلة نوعية في مجال أشباه الموصلات في المملكة. فقد أعلن الدكتور نفيد شرواني (Naveed Sherwani)، الرئيس التنفيذي لهيئة أشباه الموصلات، عن إطلاق أول شركة سعودية متخصصة في تصنيع الرقائق الإلكترونية لمنتجات الطاقة، تحت اسم "رمال".

ستكون "رمال" داعمًا أساسيًا لخطط المملكة المستقبلية في مجالات مثل تصنيع السيارات الكهربائية، وأنظمة الطاقة النظيفة، وغيرها من التطبيقات المتقدمة. وتضم الشركة قادة مخضرمين في المجال، يتمتعون بخبرة تزيد عن 20 عامًا، وساهموا سابقًا في تصنيع أكثر من مليار رقاقة إلكترونية.
ومن الجدير بالذكر أننا سبق أن نشرنا خبرًا في بداية هذا العام عن تدريب عدد من الكفاءات الوطنية من حديثي التخرج في مجال تصنيع أشباه الموصلات. وعندما تجتمع أول شركة سعودية متخصصة في هذا المجال مع هذه الكفاءات الوطنية، فإننا على موعد مع جيل قادر ومتمكن من تصنيع أحدث الرقائق التي ستخدم رؤية 2030، في توطين صناعات كبرى مثل صناعة السيارات الكهربائية (مثل شركة لوسيد أو سير).

أما في خبر آخر، فقد تم الإعلان من قبل الدكتور نفيد شرواني في مؤتمر أشباه الموصلات في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (KACST) في شهر مايو، عن أن أول رقاقة سعودية الصنع Tape-out سوف يتم في شهر يوليو الماضي. لم يتم الإعلان حتى الآن عن أي تفاصيل أخرى، ولكن سنبقى على اطلاع وسنوافيكم بآخر المستجدات حول هذا الخبر. إنه لأمر مفرح أن نرى أول رقاقة بأيدٍ سعودية.
ولكن رغم هذا، من المهم أن نعرف تفاصيل هذه الرقاقة، مثل ما إذا كانت مبنية بتقنية 7 نانومتر أو 14 نانومتر... إلخ. بالطبع، الأهم هنا هو تأسيس بنية قوية للكفاءات في المملكة، ليتم تطوير هذه الصناعة تدريجيًا، من أجهزة بسيطة لا تتطلب تقنيات متقدمة، إلى تصنيع أحدث الرقائق التي تدعم أحدث الأجهزة والتقنيات.
تطرقنا لأهمية بناء الكفاءات في مجال أشباه الموصلات، وتمهيدًا لما سبق، لفت نظري خبر من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في صفحتها على لينكدإن، حيث تم الإعلان عن فتح باب القبول في برنامج تصميم وهندسة أشباه الموصلات. وليس لدي علم إذا ما كانت هناك جامعات أخرى في المملكة قد فتحت باب القبول لبرنامج مماثل.
من مخرجات البرنامج أنه يؤهل الطلاب في مجال تصنيع أشباه الموصلات والأنظمة الذكية، ويتم فيه دمج تخصصي هندسة الحاسب والهندسة الكهربائية في درجة علمية واحدة. ومن غير المستغرب دمج هذين التخصصين، إذ إن معظم المعرفة اللازمة تأتي من مواد دراسية في هذين المجالين. ولكن من المهم ألا يتم إغفال أهمية هندسة الكيمياء وهندسة المواد، لأنه من الضروري أن يكون لدى المصمم معرفة كافية بمواد مثل السيليكون وغيرها، التي تُستخدم في التصنيع الفعلي للرقائق.

وكما تعودنا من جامعة البترول في تخريج نخبة من المهندسين، فإن الجانب المعرفي في المواد والكيمياء سيمنح خريج الجامعة قيمة مضافة في سوق العمل.
في ختام هذه التغطية، يتضح أن المملكة العربية السعودية تخطو خطوات جادة نحو بناء منظومة متكاملة في مجالي أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي، مستفيدة من الشراكات الدولية والكفاءات المحلية. التطورات الأخيرة، مثل إطلاق شركة "هيومين" وإعلان أول رقاقة إلكترونية سعودية، تؤكد على التزام المملكة برؤية 2030 نحو توطين التقنيات المتقدمة. سنواصل في "سعودي فلكس" متابعة هذه التحولات النوعية ومشاركتها معكم أولًا بأول.




Comments